2025-07-04
في عالم الطفولة، حيث يُفترض أن تسود البراءة والمرح، نجد ظاهرة غريبة تلفت الانتباه: إقبال الأطفال على الألعاب المرعبة. من دمى ذات وجوه مشوهة إلى ألعاب فيديو مليئة بالكائنات المخيفة، يبدو أن الصغار ينجذبون بشكل غريب إلى كل ما هو مخيف وغامض. فما السر وراء هذا الانجذاب؟
الفضول الطبيعي عند الأطفال
يمتلك الأطفال فضولًا فطريًا يدفعهم لاستكشاف العالم من حولهم، بما في ذلك الجوانب المظلمة منه. الألعاب المرعبة تمنحهم فرصة لمواجهة مخاوفهم في بيئة آمنة وخاضعة لسيطرتهم. عندما يلعب الطفل بدمية مخيفة أو يشاهد قصة مرعبة، فهو يتعلم كيفية التعامل مع المشاعر القوية مثل الخوف والقلق، مما يساعده على تطوير آليات نفسية للتكيف.
تأثير وسائل الإعلام والثقافة الشعبية
لا يمكن إنكار تأثير الأفلام والبرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو في تشكيل أذواق الأطفال. الشخصيات المرعبة مثل “بابا ياجا” أو “المهرج المخيف” أصبحت جزءًا من الثقافة الشعبية، مما يجعلها مألوفة بل وحتى محببة لدى بعض الصغار. كما أن بعض الألعاب المرعبة تقدم عنصر التشويق والإثارة، مما يجعلها جذابة للأطفال الذين يبحثون عن تجارب جديدة ومثيرة.
الألعاب المرعبة كوسيلة للتعبير عن الذات
في بعض الحالات، يلجأ الأطفال إلى الألعاب المرعبة كطريقة للتعبير عن مشاعرهم الدفينة. قد يعكس اختيارهم للدمى ذات المظهر المخيف رغبتهم في إظهار القوة أو التمرد على القيود المفروضة عليهم. كما أن هذه الألعاب يمكن أن تكون وسيلة للتنفيس عن التوتر أو الغضب في بيئة غير ضارة.
كيف يمكن للوالدين التعامل مع هذه الظاهرة؟
- عدم المبالغة في القلق: إذا كان الطفل يستمتع بألعاب مرعبة دون أن تظهر عليه علامات اضطراب، فلا داعي للقلق المفرط.
- مراقبة المحتوى: من المهم أن يتأكد الوالدان من أن الألعاب أو الأفلام المرعبة مناسبة لعمر الطفل ولا تحتوي على عنف مفرط.
- فتح حوار مع الطفل: يمكن استغلال اهتمام الطفل بالأشياء المخيفة لبدء محادثات حول المشاعر وكيفية التعامل مع الخوف.
في النهاية، يبقى انجذاب الأطفال إلى الألعاب المرعبة ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل نفسية واجتماعية وثقافية. المهم هو توفير بيئة آمنة وداعمة تسمح للطفل باستكشاف عالمه الداخلي والخارجي دون خوف.