المساجد هي بيوت الله تعالى، وهي أماكن العبادة والتقوى التي يجب أن تحظى بالاحترام والتقدير. ومع ذلك، فإن الأطفال الصغار قد لا يدركون تمامًا أهمية الهدوء والسلوك المهذب في هذه الأماكن المقدسة، مما يدفعهم أحيانًا إلى اللعب والضحك أثناء وجودهم في المسجد. فكيف يمكن التوفيق بين احتياجات الأطفال في اللعب وبين الحفاظ على قدسية المسجد؟
أهمية تعويد الأطفال على المسجد
من المهم تشجيع الأطفال على ارتياد المسجد منذ الصغر، لأن ذلك يساعدهم على الارتباط ببيوت الله وتعلُّم آدابها. لكن يجب أن نفهم أن الطفل بطبيعته يحب الحركة واللعب، وقد يصعب عليه الجلوس بهدوء لفترات طويلة. لذلك، من الأفضل أن يكون هناك فهم متبادل بين الأهالي والمصلين حول كيفية التعامل مع الأطفال في المسجد.
كيف يمكن السماح باللعب مع الحفاظ على الاحترام؟
- تخصيص أماكن مناسبة للأطفال: بعض المساجد توفر غرفًا أو زوايا مخصصة للأطفال، حيث يمكنهم اللعب بهدوء تحت إشراف الكبار، دون إزعاج المصلين.
- تعليم الأطفال آداب المسجد: من الضروري أن يشرح الوالدان لأطفالهم أهمية الهدوء في المسجد، وأن اللعب الصاخب قد يزعج الآخرين. يمكن تشجيعهم على اللعب بألعاب هادئة مثل الكتب الإسلامية أو الألغاز الدينية.
- اللعب بعد الصلاة: إذا كان الطفل يشعر بالملل، يمكن السماح له باللعب في ساحة المسجد أو في الخارج بعد انتهاء الصلاة، مع مراعاة عدم إتلاف ممتلكات المسجد.
دور المجتمع في احتواء الأطفال
يجب على المصلين أن يكونوا متسامحين مع الأطفال، فهم مستقبل الأمة، ومن خلال تعاملنا معهم بلطف وصبر، نزرع في قلوبهم حب المسجد. كما يمكن لإمام المسجد تخصيص فقرات قصيرة للأطفال أثناء الخطبة أو بعد الصلاة، لجذب انتباههم وتعليمهم بطريقة ممتعة.
الخلاصة
اللعب حق طبيعي للأطفال، ولكن في المسجد يجب أن يكون مقترنًا بالاحترام. بتعاون الأهل والمجتمع، يمكننا أن نجعل المسجد مكانًا يرتاده الأطفال بحب، دون أن يفقد قدسيته. لنربِّي أطفالنا على حب المساجد، ولكن أيضًا على احترام حرمتها.